الرئيسية تفاسيرالكتاب المقدس تفسير إنجيل لوقا الاصحاح الأول من عدد 12 الي 14

تفسير إنجيل لوقا الاصحاح الأول من عدد 12 الي 14

بواسطة Mousa
98 الآراء

١٢ «فَلَمَّا رَآهُ زَكَرِيَّا ٱضْطَرَبَ وَوَقَعَ عَلَيْهِ خَوْفٌ».

(قضاة ٦: ٢٢ و١٣: ٢٢ ودانيال ١٠: ٨ وع ٢٩ وص ٢: ٩ وأعمال ١٠: ٤ ورؤيا ١: ١٧)

كان كل من الاضطراب والخوف نتيجة غرابة منظر الملاك وظهوره على غير انتظار وما في هيئته من دواعي الوقار والهيبة والعظمة والطهارة ومن توهم الإنسان أن الملاك لم يظهر لإنسان إلا لتبكيته وعقابه. كذا خاف دانيال عند ظهور الملاك له (دانيال ٨: ١٧). وكذلك خافت النساء عند قبر المسيح (متّى ٢٨: ٥). وكذلك رهب يوحنا الرسول في بطمس (رؤيا ١: ١٧). ولعلّ الملاك ظهر لزكريا بهيئة شاب كما ظهر عند قبر المسيح (مرقس ١٦: ١٥). ولا عجب من أن رهب زكريا من مشاهدة الملاك لأنه لم يشاهد ملاكاً قبل ذلك في كل مدته الكهنوتية.

١٣ «فَقَالَ لَـهُ ٱلْمَلاَكُ: لاَ تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا، لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ، وَٱمْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ٱبْناً وَتُسَمِّيهِ يُوحَنَّا».

(ع ٦٠ و٦٣)

لاَ تَخَفْ اعتاد الملائكة أن يقولوا ذلك للناس تسكيناً لخوفهم (ع ٣٠ وص ٢: ١٠ ومرقس ١٦: ٦).

طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ أي قبلها الله واستجابها. ومن استجابة الصلاة نعرف ما طُلبت فيها وهي أن يكون له ابن. فلم يقتصر زكريا أن يسأل الله البركة العامة على شعب إسرائيل كما أوجبت عليه وظيفته لكنه سأله ايضاً بركة مخصوصة. ونستنتج من وعد الملاك أنه كان يطلب مجيء المسيح في أيامه وأن يكون له ابن سابق له. ولعلّ تلك طلبته منذ زمان طويل فالله لا ينسى الصلاة مهما مرّ عليها من الزمان.

يُوحَنَّا هو في العبرانية يوحنان (١أيام ٣: ٢٤ و٢أيام ٢٨: ١٢) ومعناه الله حنّان. فكما عيّن اسم يسوع قبل ولادته (متّى ١: ٢١) كذلك عيّن اسم سابقه قبل ولادته.

١٤ «وَيَكُونُ لَكَ فَرَحٌ وَٱبْتِهَاجٌ، وَكَثِيرُونَ سَيَفْرَحُونَ بِوِلاَدَتِهِ».

(ع ٥٨)

لَكَ فَرَحٌ وَٱبْتِهَاجٌ ولادة ابن أمر سار للوالد ولا سيما إذا كان بلا ولد ولا يرجو أن يولد له وكان المولود جواباً لصلاته وعلامة مسرة الله به. والذي زاد فرح زكريا أن ذلك الولد كان سابقاً لمن هو أعظم منه وهو المسيح المنتظر. وليس كل ولد فرحاً لوالديه لأن «اَلابْنُ ٱلْحَكِيمُ يَسُرُّ أَبَاهُ، وَٱلابْنُ ٱلْجَاهِلُ حُزْنُ أُمِّهِ» (أمثال ١٠: ١). لكن زكريا وُعد بأن يكون ابنه مملوءاً من الروح القدس من بدء حياته وهذا حقق له أن يكون من الصالحين.

كَثِيرُونَ سَيَفْرَحُونَ بِوِلاَدَتِهِ لا الوالدون والأصدقاء وحدهم بل الألوف الذين سمعوا وعظه وانتفعوا به (متّى ٣: ٥) فالفرح لا يكون مقصوراً على وقت ولادته بل يبقى ما بقي حياً.نداء الرجاء

https://www.emaany.com/

You may also like