الرئيسية تفاسيرالكتاب المقدس تفسير الاصحاح الأول من إنجيل لوقا من عدد 22 إلي 25

تفسير الاصحاح الأول من إنجيل لوقا من عدد 22 إلي 25

بواسطة Alber Awadallah
45 الآراء

٢٢ «فَلَمَّا خَرَجَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُكَلِّمَهُمْ، فَفَهِمُوا أَنَّهُ قَدْ رَأَى رُؤْيَا فِي ٱلْهَيْكَلِ. فَكَانَ يُومِئُ إِلَيْهِمْ وَبَقِيَ صَامِتاً».

رُؤْيَا تمتاز الرؤيا عن الحلم غير المعتاد بأنها إعلان إلهي للمستيقظ وهو إعلان للنائم. وفهم الشعب أنه رأى رؤيا من إمارات الخوف والرهبة على وجهه ومن سكوته الذي ظهر لهم أنه اضطراري ومن إشارات يديه ولا ريب في أن بعضهم سأله عن علّة إبطائه إما بإشارات إو بكتابة أو بصوت إن كان لم يطرش.

٢٣ «وَلَمَّا كَمَلَتْ أَيَّامُ خِدْمَتِهِ مَضَى إِلَى بَيْتِهِ.

(٢ملوك ١١: ٥ و١أيام ٩: ٢٥)

كَمَلَتْ أَيَّامُ خِدْمَتِهِ أي الأيام السبعة المعيّنة للكاهن للتبخير في الهيكل (٢ملوك ١١: ٥). لم يتخذ زكريا مصابه عذراً لترك عمله مع أنه كان عرضة للوقوع في تلك التجربة لرغبته في أن يبشر امرأته وغيرها من أقربائه وأصحابه بما قاله الملاك له.

ولنا من ذلك أنه خير لنا أن نستمر على القيام بواجباتنا ولو وقعت علينا المصائب لأنّ هذا من أحسن الوسائل التي تجعل الله يرفع المصائب عنا أو يجعلها بركة لنا.

إِلَى بَيْتِهِ كان هذا البيت بين الجبال المختصة بسبط يهوذا (ع ٣٩ و٤٠). ولم يذكر موضعه والأرجح أنه قرب حبرون التي هي الجليل. والذي حمله على الإسراع إلى بيته على أثر تكميل خدمته مصابه ورغبته في إنباء أهل بيته بما كان.

٢٤ «وَبَعْدَ تِلْكَ ٱلأَيَّامِ حَبِلَتْ أَلِيصَابَاتُ ٱمْرَأَتُهُ، وَأَخْفَتْ نَفْسَهَا خَمْسَةَ أَشْهُرٍ قَائِلَةً».

أَخْفَتْ نَفْسَهَا خَمْسَةَ أَشْهُرٍ أي بقيت منفردة عن الناس كل تلك المدة وعلّة ذلك لم تُذكر. ولعلها أتت ذلك تواضعاً دفعاً لإظهار افتخارها بما أنعم الله عليها به. ولعلها لم ترد أن تعرض نفسها للعار لكونهم كانوا يدعونها عاقراً (ع ٣٦) فبقيت في البيت حتى يتضح أنها ليست كذلك. والأرجح أن الأخير هو السبب الصحيح لأنها لم تخفِ نفسها سوى خمسة أشهر.

٢٥ «هٰكَذَا قَدْ فَعَلَ بِيَ ٱلرَّبُّ فِي ٱلأَيَّامِ ٱلَّتِي فِيهَا نَظَرَ إِلَيَّ، لِيَنْزِعَ عَارِي بَيْنَ ٱلنَّاسِ».

(تكوين ٣٠: ٢٣ وإشعياء ٤: ١ و٥٤: ١ و٤)

هٰكَذَا قَدْ فَعَلَ أي رحمني بأن وعدني بابنٍ يزيل عاري.

نَظَرَ إِلَيَّ أي نظر المحبة والشفقة.

لِيَنْزِعَ عَارِي بَيْنَ ٱلنَّاسِ أي عار العقم لأنهم كانوا يحسبون العقم علامة غضب الله فيعيرون العقيم (تكوين ٣٠: ٢ و٢٣ و١صموئيل ١: ٦ و٧). وحسبوا الولادة علامة رضى الله (لاويين ٢٦: ٩ ومزمور ١١٣: ٩ و١٢٧: ٣ و١٢٨: ٣ وإشعياء ٤٤: ٣ و٤). وتظهر شدة تأثر أليصابات من ذلك من موضوع فرحها ليس أن يكون لها ابن تحبه ولا أن يكون ذلك الولد ذائع الصيت بل كان موضوع ذلك الفرح مجرد نزع العار. وبما أن الله أراد نزع ذلك العار عنها لم يبقَ من الاضطرار أن تتعرض له من جيرانها ولذلك أخفت نفسها تخلصاً منه إلى وقت ظهور حبلها.

وكانت ولادة يوحنا مثل ولادة إسحاق بقوة إلهية خاصة وليس في ذلك ما هو خارق الطبيعة. وهو خلاف ولادة يسوع فإنها معجزة وتشبه إنشاء آدم من تراب الأرض أكثر مما تشبه ولادة يوحنا أو ولادة إسحاق لكي يكون هو بداءة خليقة جديدة. وجعل الله يسوع مولوداً من امرأة ليقترن بها الجنس البشري ويكون ابن إنسان وجعله يولد من عذارء ليكون طاهراً بلا دنس.

إيــــــــمانــي

You may also like