الرئيسية تفاسيرالكتاب المقدس تفسير الاصحاح الأول من إنجيل لوقا من عدد 26 إلي 28

تفسير الاصحاح الأول من إنجيل لوقا من عدد 26 إلي 28

بواسطة Alber Awadallah
34 الآراء

٢٦ «وَفِي ٱلشَّهْرِ ٱلسَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ ٱلْمَلاَكُ مِنَ ٱللّٰهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ ٱلْجَلِيلِ ٱسْمُهَا نَاصِرَةُ».

فِي ٱلشَّهْرِ ٱلسَّادِسِ أي من وقت حبلت إليصابات (كالخمسة الأشهر المذكورة آنفاً) وذلك شهر بعد إظهارها نفسها للناس. وبما أن لوقا صرّح أنه كتب ما رواه عن شهود العين يرجح أنه نقل ما كتبه هنا من شفتي مريم أم يسوع نفسها.

جِبْرَائِيلُ أي الملاك الذي ظهر لزكريا (ع ١٩.)

مَدِينَةٍ مِنَ ٱلْجَلِيلِ هذا يدل على أن لوقا لم يكتب بشارته إلى اليهود لأنهم ما كانوا في حاجة إلى هذا البيان بل كتبها للقراء من الأمم.

نَاصِرَةُ هي المعروفة بالناصرة اليوم (متّى ٢: ٢٢ و٢٣ ومرقس ١: ٩). وكانت مسكن يوسف ومريم قبل ميلاد يسوع (متّى ٢: ٢٣). وهي واقعة بين الجبال شمالي مرج ابن عامر وترتفع نحو ٥٠٠ قدم فوق سطح البحر وعلى مسافة نحو ثلاثة أيام من أورشليم ونحو ساعة ونصف ساعة من جبل تابور.

٢٧ «إِلَى عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ لِرَجُلٍ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ ٱسْمُهُ يُوسُفُ. وَٱسْمُ ٱلْعَذْرَاءِ مَرْيَمُ».

(متّى ١: ١٨ وص ٢: ٤ و٥)

عَذْرَاءَ مَخْطُوبَةٍ انظر الشرح ( متّى ١: ١٨ و١٩). وإذا اعتبرنا جدول نسب المسيح في الأصحاح الثالث من هذه البشارة جدول نسب مريم كان أبوها هالي وهي نسيبة إليصابات بالزيجة (ع ٣٦).

ووُلد المسيح من امرأة لكي يشترك في الطبيعة البشرية (غلاطية ٤: ٤). ووُلد من عذراء لكي يكون ممتازاً على غيره من الناس بولادته كما يليق بمقامه. ولكي لا يكون شريكاً في طبيعة آدم الخاطئة كما وجب أن يكون لو وُلد ولادة طبيعية. ووُلد من مخطوبة دفعاً للأوهام وحفظاً لشرفها ولكي يكون لها من يعتني بها بعد.

مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ أي رجل من نسل داود. وكان يوسف الذي حُسب أبا يسوع كذلك كما ثبت مما ذكره متّى في الأصحاح الأول من بشارته. وكانت مريم نفسها من نسل داود كما يتضح من ع ٣٢ و٦٩. ومن قول النبي «أَقْسَمَ ٱلرَّبُّ لِدَاوُدَ بِٱلْحَقِّ، لاَ يَرْجِعُ عَنْهُ: مِنْ ثَمَرَةِ بَطْنِكَ أَجْعَلُ عَلَى كُرْسِيِّكَ» (مزمور ١٣٢: ١١). ولا تصح هذه النبوءة إلا بأن تكون مريم من نسل داود (وانظر أيضاً ص ٣: ٢٣ – ٣٨ والشرح هناك وأعمال ٢: ٣٠ ورومية ١: ٣ و١١ وعبرانيين ٧: ١٤).

٢٨ «فَدَخَلَ إِلَيْهَا ٱلْمَلاَكُ وَقَالَ: سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا ٱلْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي ٱلنِّسَاءِ».

(دانيال ٩: ٢١ و١٠: ١٩، قضاة ٦: ١٢ وراعوث ٢: ٤)

فَدَخَلَ إِلَيْهَا أي إلى البيت الذي كانت مريم فيه وهذا من الحوادث الحقيقية لا من الرؤى. ونستنتج مما قيل هنا أن الملاك ظهر في هيئة إنسان. ودخل البيت كأحد الناس وخاطب مريم كمخاطبة سائر الناس ويحقق لنا ذلك أنها لم تخف من مشاهدته بل من كلامه وأنبائه. وظهر الملائكة كالناس لجدعون ومنوح وقضاة (ص ٦ و١٣).

وَقَالَ سَلاَمٌ كان هذا تحية عاديّة للمحبين والمكرمين وحيّا الملاك دانيال بمثلها (دانيال ١٠: ١٨ و١٩).

أَيَّتُهَا ٱلْمُنْعَمُ عَلَيْهَا لم يعنِ بالإنعام عليها هنا ما كان لها من الصفات الحسنة بل النعمة التي وهبها الله لها باختياره إياها أمّاً للمسيح المخلص. ووصف الرسول غيرها من المؤمنين بمثل ما وصفها الملاك به (أفسس ١: ٦).

اَلرَّبُّ مَعَكِ هذا إما خبرٌ بما حدث وإما دعاء وهو مثل خطاب الملاك لجدعون (قضاة ٦: ١٢). ومثل خطاب بوعز للحصادين في حقله (راعوث ٢: ٤). وهذا يتضمن كل البركات لأن كون الرب مع أحد من الناس يحقق له الحماية والنجاح والسعادة والقداسة كما كان لإبراهيم ويوسف ودانيال.

إذا كـان عـــون الله للـمـرء مســـعفاً تأتى لـه من كــل أمر مراده
وإن لم يكن عونٌ من الله للتقى فأول ما يجني عليه اجتهاده

مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي ٱلنِّسَاءِ اختارها الله أُماً للمسيح فباركها بذلك أكثر مما بارك غيرها من النساء. وكانت من المباركات في النساء أم إبراهيم وأم داود أبوي المسيح بالجسد فبالحري أن تكون أم المسيح عينهِ مباركة كذلك. ولا دليل من هذه التهنئة على أن مريم كانت ممتازة بالطبيعة على غيرها من النساء التقيات ولا على أنها وُلدت بلا خطيئة والملاك لم يقدّم لها شيئاً من العبادة بل أكرمها إكرام الناس الأتقياء العادي.

إيمـــــــانـــي

You may also like