الرئيسية كتبدفاعيات 18-الفصل الثالث: الأدلة على صدق شهادة الإنجيل

كتاب وحدانيه الله ذاته ونوع وحدانيته

الأدلة على صدق شهادة الإنجيل

عوض سمعان

الفصل الثالث: الأدلة على صدق شهادة الإنجيل

فضلاً عن الآيات السابق ذكرها المكتوبة بالوحي الإلهي، الأمر الذي لا يدع مجالاً للشك في صدقها، فهناك أدلة عقلية تثبت هذه الحقيقة، نذكر منها ما يلي:

  1. بما أن الذين كتبوا هذه الآيات، لم يكونوا من الوثنيين الذين يؤمنون بتعدد الآلهة، بل من الأنبياء والرسل الذين يؤمنون أن لا إله إلا اللّه، وأن الإشراك به جريمة تستحق الرجم في الحال (تثنية ١٣: ١٠)، فمن المؤكد أنهم لم ينقلوا الآيات المذكورة عن الوثنية، أو عن تصوراتهم الشخصية، بل تلقوها من اللّه رأساً كإعلان تفصيلي عن ذاته.
  2. بما أن هؤلاء الرسل والأنبياء، كان يختلف بعضهم عن البعض الآخر في النشأة والثقافة والطباع والسن والمهنة والعقيدة، وفي زمن الوجود على الأرض أيضاً (إذ كان بينهم الغني والفقير، والفيلسوف ومحدود التعليم، والمدقق والساذج، والشيخ والشاب، والطبيب وصياد السمك، كما كان بينهم اليهودي والمسيحي،
  3. ومن عاش قبل الميلاد بمئات السنين ومن عاش بعده بعشرات منها)، وعلى الرغم من هذه الاختلافات التي لا تسمح لأمثالهم بالاتفاق على عقيدة ما، اجتمعت كلمتهم على أن وحدانية اللّه هي وحدانية جامعة (هذه العقيدة التي تُعتبر في الواقع أدق العقائد الدينية وأبعدها عن التصورات البشرية) إذن فلا مجال للظن بأنهم اتفقوا فيما بينهم على ابتداعها، بل من المؤكد أن كلاً منهم قد تلقاها بوحي من اللّه، لأن وحيه واحد لجميع رسله وأنبيائه، على اختلاف ظروفهم وأحوالهم.
  4. وبما أن هذه الآيات لا ترد في أماكن معينة من الكتاب المقدس، بل في أماكن متفرقة منه، الأمر الذي لا يُعرف بسببه لاهوت كل أقنوم ووحدة الأقانيم معاً إلا بدراسة مئات من الصفحات فيه ومقابلة بعضها بالبعض الآخر، كما أنها لا ترد مصحوبة بأية إشارة لتوجيه النظر إليها بصفة خاصة،
  5. بل ترد في سياق الكلام العادي وفي حالة التوافق التام معه، إذن ليس هناك مجال للظن بأن بعض الناس قد أدخلها في الكتاب المقدس لأي غرض من الأغراض الشخصية، بل أنهم هم الذين قاموا بتسجيلها في الأوقات والمناسبات التي كان يوحى بها إليهم فيها، دون أن يكون لهم أي تدخل في موضوعها أو أسلوبها.

نشر بتصريح من نداء الرجاء

https://call-of-hope.com

You may also like