الرئيسية تفاسيرالكتاب المقدس تفسير الأصحاح الأول من إنجيل لوقا من عدد 34 إلي 38

تفسير الأصحاح الأول من إنجيل لوقا من عدد 34 إلي 38

بواسطة Alber Awadallah
57 الآراء

٣٤ «فَقَالَتْ مَرْيَمُ لِلْمَلاَكِ: كَيْفَ يَكُونُ هٰذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلاً؟».

لم يكن سؤال مريم كسؤال زكريا نتيجة الريب (ع ١٨) فإنها لم تسأل علامة كما سأل لتكون برهاناً على صحة الوعد لكنها فهمت أنها تلد ولداً بلا زواج فسألت بكل احترام كيف يجب أن تتوقع إتمام هذا الوعد. ولعلّ غايتها من ذلك معرفة ما يجب أن تفعله لئلا تقصر بجهلها عن القيام بواجباتها. وهذا السؤال لا بد منه طبعاً من عذراء عفيفة لم تسمع بأنه وُلد ولدٌ بلا زواج منذ خلق الله آدم وحواء بقوته الإلهية بلا واسطة.

٣٥ «فَأَجَابَ ٱلْمَلاَكُ: اَلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ ٱلْعَلِيِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذٰلِكَ أَيْضاً ٱلْقُدُّوسُ ٱلْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ٱبْنَ ٱللّٰهِ».

(متّى ١: ٢٠ و٤: ٣٣ و٢٦: ٦٣ و٦٤ ومرقس ١: ١ ويوحنا ١: ٣٤ و٢٠: ٣١ وأعمال ٨: ٣٧ ورومية ١: ٤)

انظر الشرح متّى ١: ١٨ و٢٠.

اَلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ كثيراً ما عبّر الكتاب المقدس عن قدرة الله على الخلق بالروح (تكوين ١: ٢ ومزمور ١٠٤: ٣٠). فمعنى الملاك أن الولد يُخلق بقدرة الله رأساً وأن حبلها به معجزة.

قُوَّةُ ٱلْعَلِيِّ هذا شرح للقول السابق أنه ليس المراد بالروح القدس مجرد الأقنوم الثالث من الثالوث الأقدس.

يُدْعَى ٱبْنَ ٱللّٰهِ لأن له الحق بهذا الاسم فليست ولادته الخارقة الطبيعة علّة تسميته بابن الله لأنه كان ابن الله قبل أن يتجسد لكونه أزلياً (يوحنا ١: ١ و٨: ٥٨ و١٧: ٥). ولأنه ابن كذلك منذ الأزل. وابن الله الأزلي حلّ في جسد بشري وولادته الخارقة دليل للناس على أنه ليس إنساناً مجرداً بل هو ابن الله العلي أيضاً.

٣٦ «وَهُوَذَا أَلِيصَابَاتُ نَسِيبَتُكِ هِيَ أَيْضاً حُبْلَى بِٱبْنٍ فِي شَيْخُوخَتِهَا، وَهٰذَا هُوَ ٱلشَّهْرُ ٱلسَّادِسُ لِتِلْكَ ٱلْمَدْعُوَّةِ عَاقِراً».

لم تطلب مريم علامة لكن الملاك أعطاها علامة من تلقاء نفسه وهي أن أليصابات حبلى. فأراد الملاك انها تتحقق صحة كلامه مما تقف عليه من أمر أليصابات.

نَسِيبَتُكِ لم يظهر لنا ما هذه النسبة. وكون أليصابات من سبط لاوي لا ينفي كون مريم من سبط يهوذا لأن الكهنة لم يكونوا ممنوعين من أن يتزوجوا نساء من غير سبطهم بدليل أن امرأة هارون كانت من سبط يهوذا (خروج ٦: ٢٣). أو لعلّ هالي أبا مريم الذي هو من سبط يهوذا أخذ امرأة من سبط لاوي. وعلى الاحتمالين يصح أن تكون أليصابات نسيبة لمريم.

ٱلشَّهْرُ ٱلسَّادِسُ وهذه المدة هي الفرق بين عمر يوحنا المعمدان وعمر يسوع.

٣٧ «لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَى ٱللّٰهِ».

(تكوين ١٨: ١٤ وإرميا ٣٢: ١٧ وزكريا ٨: ٦ ومتّى ١٩: ٢٦ ومرقس ١٠: ٢٧ وص ١٨: ٢٧ ورومية ٤: ٢١)

قول جبرائيل ذلك كان جواباً كافياً لسؤال مريم وأزال كل اضطرابها. وهو كاف لنفي كل ريب من أفكار الناس في شأن سر التجسد وكل شك في أمر إتمام الله مواعيده لأن الله غير المحدود في قدرته يجري كل ما يشاء. وما نسميها بالنواميس الطبيعية ليست بقيود ربط الله بها نفسه فمنعته عن اختياره المطلق إنما هي أمثال الحبال في يده تعالى يطوّلها أو يقصّرها كما يقتضيه إجراء مقاصده.

٣٨ «فَقَالَتْ مَرْيَمُ: هُوَذَا أَنَا أَمَةُ ٱلرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ. فَمَضَى مِنْ عِنْدِهَا ٱلْمَلاَكُ».

أعلنت مريم بهذا الكلام تسليمها إلى إرادة الله وإيمانها بما وُعدت به و بعناية الله بها وتواضعها بتسمية نفسها أَمة الرب. وقد تركت أمر صيتها في يدي الله بلا سؤال.

إيمـــــــانـي

You may also like