الرئيسية كتبدفاعيات 9- الأدلة على صدق شهادة التوراة

9- الأدلة على صدق شهادة التوراة

بواسطة nancy tharwat
68 الآراء

كتاب اللّه ذاتهُ وَنوع وَحدَانيتهِ

الأدلة على صدق شهادة التوراة

لعوض سمعان

الباب الاول : الفصل الرابع: الأدلة على صدق شهادة التوراة

فضلاً عن أن الآيات السابق ذكرها مسجلة بالوحي الإلهي، الأمر الذي لا يدع مجالاً للشك في صدقها، فهناك أدلة عقلية كثيرة تؤيد أيضاً صدقها، نكتفي منها بما يأتي:

  1. الذين كتبوا هذه الآيات، وهم موسى وداود وإشعياء، لم يكونوا من الوثنيين، بل من المؤمنين الذين يعتقدون اعتقاداً راسخاً بوحدانية اللّه وعدم وجود أي تركيب فيه، كما يتبين لنا من أقوالهم في التوراة.فموسى هو الذي سجّل قول المولى: «أَنَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ… لا يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي» (خروج ٢٠: ٢ و٣). وداود هو الذي قال «قُلْتُ لِلرَّبِّ: أَنْتَ سَيِّدِي. خَيْرِي لا شَيْءَ غَيْرُكَ… تَكْثُرُ أَوْجَاعُهُمُ ٱلَّذِينَ أَسْرَعُوا وَرَاءَ آخَرَ» (مزمور ١٦: ٢، ٤). وإشعياء هو الذي سجّل قول المولى «أَلَيْسَ أَنَا ٱلرَّبُّ وَلا إِلَهَ آخَرَ غَيْرِي؟» (إشعياء ٤٥: ٢١).وبما أنهم بجانب هذه الأقوال، قد شهدوا في الآيات التي ذكرناها الآن، ما يُستنتج منه أن اللّه ليس أقنوماً واحداً بل أقانيم،إذن لا سبيل للظن أنهم نقلوا هذه الآيات عن الوثنيين، بل من المؤكد أنهم نقلوها من اللّه رأساً، كإعلان تفصيلي عن ذاته.
  2. هذه الآيات ونظائرها، لا ترِد في بعض أجزاء التوراة دون البعض الآخر، بل ترِد في جميع أجزائها بلا استثناء، رغم كتابتها في عصور متباينة ومتباعدة، وبواسطة أشخاص يختلف بعضهم عن البعض الآخر في الثقافة والسن والنشأة والبيئة اختلافاً عظيماً. وهي لا ترد مصحوبة بأية إشارة لإثبات صحتها، أو توجيه النظر إليها بصفة خاصة، بل ترِد في سياق الكلام العادي دون أية إشارة من هذا النوع، إذن فلا مجال للظن بأنهم كتبوها بوحي اللّه، لأن وحيه واحد لجميع الأنبياء على اختلاف عصورهم وظروفهم، ولأن اللّه لا يحتاج إلى برهان بشري يُثبت صدقه، إذ أنه يحمل في ذاته طابع الصدق، الذي لا يأتيه الباطل من ناحية ما.
  3. أخيراً، لو كانت هذه الآيات مدوَّنة في توراةٍ يحتفظ بها المسيحيون فحسب، لكان هناك مجال للطعن في صدقها، بدعوى احتمال تأليف بعض المسيحيين لها، لتأييد عقيدة التثليث التي يؤمنون بها. لكن التوراة التي يحتفظ بها المسيحيون والمدوّنة فيها هذه الآيات، هي بعينها التوراة التي يحتفظ بها اليهود أنفسهم. لذلك فالطعن أو التشكك في صدق الآيات المذكورة، لا يقوم على أساس.

نشر بتصريح من نداء الرجاء

https://call-of-hope.com/

You may also like