الرئيسية كتبدفاعيات 7- شهادة التوراة بأن وحدانية اللّه جامعة مانعة

7- شهادة التوراة بأن وحدانية اللّه جامعة مانعة

بواسطة nancy tharwat
102 الآراء

كتاب اللّه ذاتهُ وَنوع وَحدَانيتهِ –

شهادة التوراة بأن وحدانية اللّه جامعة مانعة

لعوض سمعان

الباب الاول : الفصل الثاني:شهادة التوراة بأن وحدانية اللّه جامعة مانعة

اتضح لنا من التمهيد، أن جامعية اللّه ليست ذاته وصفاته، بل أنها ذاته وحدها. أو بتعبير آخر إن ذاته ليست أقنوماً واحداً بل أقانيم. وإذا أعدنا التأمل في الآيات التي ذكرناها آنفاً، وجدناها تدل بكل وضوح على هذه الحقيقة. فالآية «نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا» تدل على أن اللّه أقانيم، لأن العمل لا يُسند إلى اللّه وصفاته، بل إلى اللّه وحده، إذ أن الصفات هي مجرد معانٍ، والمعاني لا تشترك في عمل من الأعمال.

والآية «هوذا الإنسان قد صار كواحد منا» تدل على أن اللّه أقانيم، لأن الصفات لا تكوّن آحاداً من اللّه، إذ أنها ليست تعيّنات، بل هي معانٍ لا وجود لها إلا في الذهن فحسب. والآية «هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم» تدل على أنه أقانيم، لأنه لا يدعو الصفات لتعمل معه، إذ أنه وحده هو العامل.

والآية «من أُرسل.. من أجلنا» تدل على أنه أقانيم، لأنه تعالى لا يرسل رسولاً من أجله ومن أجل صفاته، بل من أجله وحده. والاسم «إلوهيم» الجمع، يدل كذلك على أن اللّه أقانيم، لأن أية صفة من صفاته ليست هي عين ذاته، ولذلك لا يكون بها اللّه «إلوهيم» أو «الآلهة».

وعدا هذه الآيات، توجد آيات كثيرة تدل على أن جامعية اللّه ليست ذاته وصفاته، بل أنها ذاته وحدها. أو بتعبير آخر تدل على أن ذاته ليست أقنوماً واحداً بل أقانيم، ولكن للاختصار نكتفي بالآيات التالية:

  1. قال الرب «يهوه» على لسان هوشع النبي سنة ٧٠٠ ق.م: «وَأُخَلِّصُهُمْ بِٱلرَّبِّ (يهوه) إِلَهِهِمْ» (هوشع ١: ٧) – فبالتأمل في هذه الآية، يتضح لنا أن المتكلّم وهو «الرب» سيخلّص شعبه بمن يدعوه «الرب إلههم». وبما أن المتكلم أو المخلّص لا يكون صفة بل أقنوماً (لأن الصفة معنى، والمعنى لا يتكلم ولا يقوم بعمل ما) وبما أن الرب هو بعينه الرب الإله (لأنه ليس هناك رب أو إله سواه). وبما أن الرب الواحد، أو الرب الإله الواحد، متكلِّم ومتكلَّم عنه في نفس الوقت، إذن فهذه الآية تدل أيضاً على أن اللّه أكثر من أقنوم واحد.
  2. وعندما استفحل شر سدوم وعمورة، قيل بالوحي «فَأَمْطَرَ ٱلرَّبُّ» يهوه «عَلَى سَدُومَ وَعَمُورَةَ كِبْرِيتاً وَنَاراً مِنْ عِنْدِ ٱلرَّبِّ» يهوه «مِنَ ٱلسَّمَاءِ» (تكوين ١٩: ٢٤). وبالتأمل في هذه الآية يتضح لنا أن المتكلم وهو «الرب»، أمطر كبريتاً وناراً من عند آخر يدعى «الرب». وبما أن الممطِر أو الممطَر من عنده لا يكون صفة بل أقنوماً (لأن الصفات معانٍ، والمعاني ليس لها وجود ذاتي، ولا تعمل عملاً ما) وبما أن «الرب» (يهوه) هو «الرب» (يهوه) بعينه (لأنه ليس هناك رب سواه) وبما أن الرب الواحد متكلِّم ومتكلَّم عنه في نفس الوقت، إذن فهذه الآية تدل كذلك على أن اللّه أكثر من أقنوم واحد.
  3. وقال داود النبي بالوحي سنة ١٠٠٠ ق.م: «قَالَ ٱلرَّبُّ لِرَبِّي: ٱجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ» (مزمور ١١٠: ١). وقال أيضاً مخاطباً المولى «كُرْسِيُّكَ يَا اَللّٰهُ إِلَى دَهْرِ ٱلدُّهُورِ… مِنْ أَجْلِ ذٰلِكَ مَسَحَكَ ٱللّٰهُ إِلٰهُكَ بِدُهْنِ ٱلابْتِهَاجِ» (مزمور ٤٥: ٦، ٧).
  4. وبالتأمل في هذه الآيات، نرى أن «الرب» يخاطب «الرب» وأن «اللّه» يمسح «اللّه». وبما أن المتكلم أو المخاطب و «الماسح» أو «الممسوح»، لا يكون صفة (لأن الصفة لا تقوم بعمل) وبما أنه ليس هناك إلا رب واحد وإله واحد، وهذا الرب الواحد هو بعينه اللّه الواحد، وبما أن الرب الواحد متكلِّم ومخاطَب في نفس الوقت، واللّه الواحد ماسح وممسوح في نفس الوقت، إذن فهذه الآيات تدل أيضاً على أن الرب أو اللّه، ليس أقنوماً واحداً بل أقانيم.
  5. وقال اللّه بفم إشعياء النبي سنة ٧٠٠ ق.م: «اِسْمَعْ لِي يَا يَعْقُوبُ… أَنَا ٱلأَّوَلُ وَأَنَا ٱلآخِرُ.. وٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ أَرْسَلَنِي وَرُوحُهُ» (إشعياء ٤٨: ١٢-١٦). وبالتأمل في هذه الآيات، نرى أن «الأول والآخِر» أو بتعبير آخر «اللّه الأزلي الأبدي» قد أُرسل بواسطة اثنين، هما «السيد الرب» و «روحه». وبما أن «الأول والآخِر» المرسِل والمرسَل لا يكون صفة (لأن الصفة لا تُرسِل ولا تُرسَل) وبما أن «الأول والآخِر» (المرسَل) و» «السيد الرب» و «روحه» (المرسِلَيْن) ليسوا كائنات مختلفة، بل هم كائن واحد، هو «اللّه» (لأنه هو الأول والآخِر. وهو بعينه السيد الرب، وروحه ليس كائناً غيره، بل هو أيضاً عين ذاته، إذ أن اللّه لا تركيب فيه)، وبما أن اللّه الواحد مرسِل ومرسَل في نفس الوقت، إذن فهذه الآيات تدل كذلك على أنه ليس أقنوماً واحداً بل أقانيم، لأن الأقانيم يمكن أن يرسل أحدهم الآخر، للقيام بأعمال اللاهوت الخاصة بأقنوميته.نشر بتصريح من نداء الرجاءhttps://call-of-hope.com/

You may also like