الدرس العشرون:
الجزء الثالث ـ التعليم
يسوع والشاب الغني – المسيح هو الكنز اللّامتناهي والثمين
المقطع الكتابي:متى ١٩: ١٦-٣٠
مقدمة النص وخلفيته
جاء هذا الشاب إلى يسوع بعد أن قال يسوع للجموع ”دعوا الأطفال يأتون إليّ لأن لمثل هؤلاء ملكوت السماوات” (متى ١٩: ١٣-١٤). ”والحق اقول لكم من لايقبل ملكوت الله مثل ولد فلن يدخله“ (مرقس ١٠: ١٥).
————————————————————-
أسئلة الدرس
قم بسرد القصّة بكلماتك الخاصة وعلى الآخرين الإصغاء جيداً.
١.لماذا جاء هذا الشاب الى المسيح؟ وماذا كان طلبه؟
٢. ماذا نفهم من إجابة يسوع في الآية ١٧؟ لماذا رفض يسوع هذا الإطراء وحوّله إلى الله وحده؟
هل يقصد يسوع أن يقول عن نفسه بأنّه غير صالح؟
٣. هل يعلن يسوع بأنّ بمقدور هذا الشاب الغني أن ينال الحياة الأبدية بحفظه الوصايا؟ علل
إجابتك من النص.
٤. ماذا كانت دوافع قلب هذا الشاب التي جعلته يلجأ إلى المسيح؟ وما هي أولويّاته؟
٥. هل قصد المسيح أنّ ملكوت السماوات ليس للأغنياء؟ وضح اجابتك.
٦. لماذا بهت التلاميذ؟ ما هو تعليم يسوع عن الخلاص في الآية ٢٦؟ ماذا كان ينبغي على الشاب أن يفعل حتى يرث الحياة الابدية؟
٧. ما الذي يناله الشخص الذي يترك كل شيء ليتبع يسوع؟
٨. لو جاء المسيح اليوم إلى مجموعتنا البيتية وتقابل مع كل شخص بمفرده، ما الذي يطلب
منك المسيح اليوم التخلي عنه لتكون معه في ملكوته؟
ما هي الأمور التي يجب أن نطبقها نتيجة ما تعلمناه اليوم؟
نشجعك على مشاركة الدرس مع عائلتك أو مع آخرين لكي تنموا معاً في كلمة الرب.
أسئلة للتعمق:
١. عندما ذكر المسيح الوصايا للشاب ، بدأها بأهمّ وصية وهي محبة الله، لماذا برأيك ؟
٢. إن كان الناموس بالفعل لا يخلّص، فلماذا طلب المسيح من الشاب ان يحفظ الوصايا؟
٣.ماذا يقصد يسوع في كلامه عن إدانة أسباط إسرائيل الاثني عشر (الآية ٢٨) وأنّ اوّلين يكونون آخرين وآخرين أولين الآية٣٠؟
اقتراحات للاجابة والتعمّق
١. هذا الرجل شاب، غني، معتز و واثق بنفسه، ومتأكد من أنّه فعل كل ما في وسعه بالاعتماد على نفسه وقدراته وإمكانياته الذاتية. ومنذ صغره عمل ما كان مطلوباً منه. مقارنةً بما علمّه يسوع عن الأطفال وكيفية الدخول إلى ملكوت الله. فكر هذا الشاب يتعارض تماماً مع منطق يسوع. الأطفال ببراءة ومن غير أيّة تعقيدات لديهم اعتماد كلّي على الآخرين. يحتاجون إلى المساعدة في كل شيء، لا يستطيعون أن يعيشوا يوماً واحداً من غير مساعدة الآخرين. منطق هذا الشاب هو العكس تمامًا. السؤال الذي طرحه على يسوع مشحون بقناعته بأمكانياته الشخصية وأعماله الصالحة.
٢. يسوع لا يحتاج إلى أي اطراء من إنسان ليرفّع من مقامه. هو ابن الانسان الذي تتعبد له كل خليقته. جاء إلى الأرض وبكل تواضع تجسد ليرينا السبيل إلى ملكوت الله وليعطينا الحياة الابدية.
٣. يحاور يسوع هذا الشاب من منطلق تفكيره الخاطئ. هذا الشاب لا يعرف الكثير عن هوية يسوع وكيفية حصوله على الحياة الأبدية. لايمكن لأي إنسان مهما كانت أفعاله ونواياه حسنة ومهما كان ضميره نظيفًا أن يكون كاملاً (آية ٢١). الإنسان الكامل الذي بلا خطية وذنب هو يسوع المسيح. ليدخل ملكوت السماوات يجب أن يحدث تغيير داخلي في قلب هذا الشاب.
٤. يسوع رفق بهذا الشاب وأحبه (مرقس ١٠: ٢١) أراد أن يشرح له أنّ كلّ محاولاته لتخليص نفسه لن تنفعه. نكتشف شخصية هذا الشاب السطحية من خلال كلام الإطراء والمدح الذي بادر فيه مخاطبًا يسوع ومن خلال طلبه بالحصول على الحياة الأبدية. حيث انّه فضّل الاحتفاظ بثروته وماله، مفرّطًا بالحياة الأبدية والكنز السماوي. اعطى يسوع فرصة لهذا الشخص حتى يتحرر من قبضة المال التي تقيده. لكن الشاب رضي بعبوديته، ومن الواضح أنّ حبّه للمال كان فوق كلّ شيء آخر.
٦. يعيد المسيح ويؤكّد على أنّ الخلاص غير ممكن لا بل مستحيل بقدرة إنسان وبالأعمال الصالحة. الخلاص لا يأتي إلّا من الله عن طريق اتّباع يسوع ابن الانسان وترك كل شيء لأجل اسمه (آيات ٢٧-٢٩). لو صرخ الشاب جاثيًا أمام يسوع ”يارب ساعدني غيّر قلبي القاسي، لا أستطيع عمل ما تطلبه مني، انا لست صالحاً، ليست تنفعني أعمالي ولا صلاحي بل أنت وحدك البار ارحمني وطهرني انا الخاطئ، لكان جاء رد يسوع مختلفًا تماماً.
إجابات اسئلة التعمّق:
١. لأن المسيح كان يعلم جيدًا مشكلته الأساسية، وهي محبة المال، فكان يريد أن يعلّمه أنّ حفظ كل الوصايا دون الوصية الأولى لا يخلّص، بل محبة الله ينبغي أن تكون فوق كل شيء. ولا ينبغي أن يتساوى الله مع أي شيء اخر.