سلسلة مقابلات يسوع مع اشخاص
الجزء الثانى – التحرير والشفاء
الدرس السادس:
يسوع والمشلول – المسيح هو غافر الخطايا والذنوب
المقطع الكتابي: مرقس ٢: ١-١٢
مقدمة النص وخلفيّته
كانت أغلب البيوت في ذلك الوقت تتألّف من طابق واحد، ولكلّ بيت سلّم من الخارج للوصول إلى السقف. وكان السقف يتحمل الضغط لأنّه مكوّن من أغصان الاشجار والنخيل وفوقها طبقة من الطين.
المعرفة الخارقة للطبيعة كانت تنسب فقط للانبياء (ملوك الثاني ٦: ١٢).
التجديف كان يعني أن تنطق باسم الله باطلًا، أو دعوة الناس لاتباع آلهة أخرى. وكانت عقوبة من يجدّف على اسم الله بحسب الشريعة (لاويين ١٦: ٢٤) ، توجيه اللوم له وقتله بالرجم من قِبل الجماعة كلها.
ابن الانسان: هو اللقب المفضل عند يسوع ليعرّف به عن نفسه. في الاناجيل لم دعَ اي شخص اخر بهذا اللقب غير المسيح. استخدم اكثر من سبعين مرة في وصف سلطان وقدرة المسيح وفي الكلام عن آلامه ومجيئه الثاني. اصل وجذور هذا اللقب نجده في العهد القديم في دانيال ٧: ٩-١٤. ابن الانسان (المسيح) يأتي إلى محضر قديم الايام (الله الآب) يُعطى سلطاناً ومجداً وملكوتاً لتتعبد له كل الشعوب والامم والالسنة. سلطانه ابدي ولن يزول وملكه لا ينقرض!
كانت جموع كثيرة تتبع يسوع. وكانت الاولوية عند المسيح هي البشارة بالانجيل والكرازة بملكوت الله (مرقس ١: ٣٥-٣٩). كفرناحوم هو المكان الذي استقر فيه يسوع ومن هناك كان يخرج لينادي بالكلمة (متى ٩: ١، مرقس ٢: ١-٢). شفاءاته وسلطانه وتعليمه تركت أثر في نفوس الكثيرين، إلى درجة أنّه حتى الفريسيين ومعلمي الشريعة جاءوا من انحاء الجليل واليهودية واورشليم ليستمعوا إلى تعليمه (لوقا ٥: ١٧).
————————————————–
اسئلة الدرس
١. اسرد القصّة بكلماتك الخاصة كما سمعتها وعلى الآخرين الإصغاء جيداً.
٢. تخيل نفسك داخل الحدث واعط لنفسك دور في القصة (واحد من الاشخاص داخل البيت، او واحد من الاربعة الذين حملوا المشلول، او واحد من الكتبة، او انت صاحب البيت) ما رأيك بما يحدث حولك؟
٣. ماذا قال يسوع للمشلول؟ لماذا اعترض الكتبة على ما قاله يسوع؟ وهل كان هذا مشروعاً؟
٤. برأيك، ما هو اسهل ان يقال للمشلول، خطاياك مغفورة ام قم احمل سريرك وامش؟ لماذا غفر المسيح خطايا المشلول قبل أن يشفيه؟
٥. ماذا يعني لقب “ابن الانسان”؟ وما علاقة هذا اللقب بسلطان غفران الخطايا؟
٦. كان لدى المسيح سلطانٌ لمغفرة الخطايا، إلى أيّ مدى لديك انت القدرة على مغفرة الخطايا؟ قارن مع ما قاله يسوع في الصلاة الربانية متى ٦: ١٢. بناءً على ذلك، ما الفرق بين المغفرة التي يمنحها يسوع ومغفرتنا نحن؟
٧. لنأخذ سوياً دقيقتين من الهدوء والصمت. اثناء ذلك فكر في الخطايا التي تسقط فيها بشكل دائم، والعوامل التي تقودك اليها. قدّم توبتك واطلب من المسيح ان يغفر لك خطاياك!
٨. ماهي الاشياء التي سوف تقوم بتطبيقها بشكل عملي اليوم من خلال هذه القصة؟
٩. نشجعك على مشاركة الدرس مع عائلتك أو مع آخرين لكي تنموا معاً في كلمة الرب.
أسئلة للتعمق:
١. كيف عرف يسوع بما يفكرون في أنفسهم ؟ (قارن مع لوقا ٥: ١٨ مستنداً إلى النصوص فقط). وماذا يعني ذلك في ضوء ما ذكر عن دور وعمل الروح القدس في حياة المسيح (اشعياء ١١: ١-٢، أش ٦١: ١ يوحنا ٣: ٣٤)، وعمل الروح القدس في حياة المومنين؟ (يوحنا ١٤: ١٢ اخذاً بعين الاعتبار السياق التي وردت فيه الآيات).
٢. أُعطي النبي حزقيال لقب “أبن الانسان” ايضاً. هل هناك تشابه او ارتباط بين المسيح وحزقيال؟ ما هو؟ قارن بين الايات التالية حزقيال ١: ٢٥-٢٨، حز ٣: ٤ و ١٧، حز ٤: ٤-٥، حز ١٢: ٢.
اقتراحات للاجابة والتعمّق
٣. “مغفورة لك خطاياك”. كان التكفير عن الخطايا في ذلك الوقت لا يتم إلا من خلال تقديم الذبائح والتقدمات لله في الهكيل، وكان اليهود يعلمون جيدًا أن الله وحده هو الوحيد القادر على غفران الخطايا. ما فعله المسيح بقوله ” مغفورة لك خطاياك” كان تجديفًا واضحًا وصريحًا (إلّا إذا كان بالفعل هو الرب الإله).
٤. من الاسهل ان تقول “مغفورة لك خطاياك” لأنه صعب اثبات ذلك. لكن لو قلت لشخص مشلول “قم وامش” الكل سيرى ذلك. المسيح فعل الامرين. ليثبت بأن لديه سلطان لغفران الذنوب.
ربط المسيح الشفاء بغفران الخطايا، ليبين لنا ان المرض هو من اعراض الخطيئة التي دخلت الى العالم بسبب سقوط آدم. فالخطيئة هي اصل الشّر في العالم. يركز البشر على الامور الخارجية والاحتياجات الآنية، لكن يرى يسوع احتياج الإنسان الداخلي والجوهري. الخطية هي مشكلتنا الجذرية والاهم. المانع والعائق الكبير لنكون على علاقة سليمة مع الله. يبين لنا المسيح ان الاولية هي في تحريرنا من الخطية. نحن المقيدون بالخطية بحاجة ماسة إلى المغفرة.
٥. يسوع يعلن أنه ابن الانسان الذي تنبأ عنه النبي دانيال ٧: ١٣-١٤. سلطان ومجد وملك يسوع المسيح هو سلطان ابدي على كل الكون، لن يزول ولن ينقرض! هو الرب الاله القادم من السماء مع الملائكة في يوم الدينونة ليحكم ويدين كل البشر. (مرقس ٨: ٣٨، متى ١٣: ٤١-٤٣، متى ٢٦: ٦٤ و يوحنا ٥: ٢٥-٢٧).
٦. يسوع “ابن الانسان” هو الشخص الوحيد والفريد القادر على غفران الخطية التي تسببت بالموت والانفصال عن الله وبالعذاب الابدي في جهنم. لكن بإيماننا بالمسيح واتباعنا له اعطينا نعمة الروح لنتشبه بيسوع ونسلك بحسب خطواته في حياتنا اليومية إلى حين مجيئه الثاني.