الدرس الثامن عشر:
الجزء الثالث ـ التعليم
يسوع واعتراف بطرس – المسيح هو أبن الله الحي
المقطع الكتابي:متى ١٦: ١٣-٢٣
مقدمة النص وخلفيته
قيصرية فيلبس: قيصرية فيلبس مدينة ساحلية كانت تقع على بعد عدة أميال إلى الشمال من بحر الجليل، في الولاية التي كان يحكمها فيلبس رئيس الربع، وكان تأثير الحضارة اليونانية-الرومانية شائعًا في هذه المنطقة، كما كانت تنتشر الأصنام والمعابد الوثنية. وعندما أصبح فيلبس رئيس ربع أعاد بناء المدينة التي سمّيت على اسم قيصرفأطلق عليها اسم قيصر مقرونًا باسمه، وكان اسمها في الأصل “قيصرية”كأسم عاصمة ولاية أخيه هيرودس.
بطرس: ”بيتروس“ اسم مذكر ومعناه باليونانية ”صخر“. استخدمت هذه الكلمة ١٦٢ مرة في العهد الجديد حصرياً كاسمٍ للرسول بطرس(راجع الدرس الرابع ويوحنا ١: ٤٢)
الصخرة (آية ١٨): ”بيترا“ اسم مؤنث ويعني ”صخرة“. (قارن ١ كو١٠: ٤، رو ٩: ٣٣، ١ بطرس٢: ٨). مفاتيح ملكوت السموات: يقول البعض إن المفاتيح هي سلطة تنفيذ الأحكام الكنسية (متى ١٨: ١٥-١٨)، بينما يقول آخرون إن المفاتيح هي سلطة إعلان مغفرة الخطايا (يو٢٠: ٢٣)، ويقول البعض الآخر إن المفاتيح هي فرصة الإتيان بالناس إلى ملكوت السموات بتقديم رسالة الخلاص من كلمة الله (أع ١٥: ٧-٩).
حتى هذا الوقت، اتّبع التلاميذ يسوع وعاشوا وخدموا معه فترة زمنية لا تقل عن السنتين، شهدوا على معجزاته وتعاليمه وسلطانه بين اليهود وغير اليهود، بين الفقراء والأغنياء، بين الخطاة والقادة الدينيين. في درسنا السابق بعد أن مشى يسوع على المياه اعلنوا بأنه ابن الله (متى ١٤: ٣٣).
———————————————————-
أسئلة الدرس
قم بسرد القصّة بكلماتك الخاصة وعلى الآخرين الإصغاء جيداً.
١. أين دارت أحداث هذه القصة، ومن هي الشخصيات الرئيسة في القصة؟
٢. ما الغرض من اسئلة يسوع في الآية ١٣ و ١٥؟ الا يعلم يسوع بما يفكر التلاميذ؟
٣. ما رأيك في إجابات التلاميذ في الآية ١٤؟ لماذا كان المجتمع ينظر للمسيح على أنّه يوحنا أو إيليا او إرميا، ولم يفكروا فيه كالمسيح المخلص؟
٤. ماذا كان جواب بطرس على سؤال المسيح في الآية ١٦؟ وكيف عرف الجواب؟
٥. ما معنى كلام يسوع في الآيات ١٨–١٩؟ ماذا كان يعني المسيح بقوله لبطرس انت صخر، وأيضًا بأنّه سيعطيه مفاتيح ملكوت السموات؟
٦. ما الذي قاله المسيح في الآية ٢١ والذي جعل بطرس يتجرأ وينتهره؟ لماذا كان ينبغي على المسيح ان يذهب الى اورشليم القدس؟
٧. لماذا كان رد المسيح على بطرس قاسيًا في الآية ٢٣؟
٨. أين نجد الأمل والانتصار في وسط كلّ أحداث هذه القصة المليئة بالعذاب والألم والموت؟
٩. من هو يسوع المسيح بالنسبة إليك في هذه اللحظة؟ وماذا يعني لك تجسده وموته وقيامته؟ كيف تؤثر هذه الحقيقة عليك اليوم؟
ما هي الأمور التي يجب أن نطبقها نتيجة ما تعلمناه اليوم؟
نشجعك على مشاركة الدرس مع عائلتك أو مع آخرين لكي تنموا معاً في كلمة الرب.
أسئلة للتعمق:
١. لماذا ذكر التلاميذ هذه الأسماء بالذات في الآية ١٤؟
٢. ما معنى كلمة المسيا أو المسيح؟ أعطِ أمثلة من العهد القديم
٣. لماذا طلب يسوع من التلاميذ ألّا يخبروا أحدًا بأنّه المسيح؟
اقتراحات للإجابة والتعمّق
٢. أراد يسوع أن يبيّن شخصيته ويوضح هويته كي لا يكون هناك أي تشويش أو تردد في ذهن تلاميذه.
٣. تدلّ أجوبة التلاميذ على عدم وضوح وعلى تناقض في الآراء حول هوية يسوع ”ابن الانسان“ بين الناس، البعض غير متأكد والبعض يتصوّر أنّه أحد أنبياء العهد القديم، واعتقد البعض الآخر بأنّه يوحنا المعمدان ألذي قتل على يد هيرودس.
٤. أعلن ذلك له من خلال الله الآب والروح القدس (كورنثوس الاولى ١٢: ٣) وليس بذكائه وفهمه البشري! على الرغم من أنّ جواب بطرس كان صحيحًا إلّا أنّ اعترافه بأنّ يسوع هو المسيح ابن الله الحيّ لايدلّ بالضرورة على استيعابٍ كاملٍ لما قاله بلسانه كما سنرى بعد قليل.
٥. قال يسوع ”أنت بطرس\بيتروس“ أي “صخر“. ومن ثم أضاف: ”وعلى هذه ”الصخرة\بيترا“ أبني كنيستي“. لايقصد يسوع أنّه سيبني كنيسته على بطرس، إنّما على إعلان بطرس واعترافه بأنّ يسوع هو المسيح ابن الله الحي الذي سيبني كنيسته الحيّة (جسد المسيح) والتي لن تقوى عليها أبواب الجحيم. (رومية ١٠: ٨-٩). فالكنيسة هي الجماعة التي تعلن بالروح القدس ان يسوع هو ابن الله الحي. نقرأ بوضوح في١ كو١٠: ٤ أنّ المسيح هو الصخرة الذي واكب شعبه خلال خروجهم من مصر. وجميعهم شربوا شراباً واحداً روحياً، لأنهم كانوا يشربون من الصخرة التي هي المسيح.
وقد كان قادة اليهود الدينيون يظنون أنهم يقبضون على مفاتيح الملكوت وحاولوا أن يمنعوا البعض من الدخول إليه. نحن لا نستطيع أن نقرر فتح ملكوت السموات أو إغلاقه أمام الآخرين، ولكن الله يستخدمنا كشهود لمساعدة الآخرين على اكتشاف الطريق للدخول إليه. أبواب الملكوت مفتوحة على مصراعيها لكل الذين يؤمنون بالمسيح ويطيعون كلمته.
٦. لم يفهم بطرس الحقيقة كاملةً بالرغم من أنّ اعترافه كان صحيحًا. كان استيعابه محدودًا. فمن الضروري أن يرفض المسيح ويتألم ويقتل على يد رؤساء الكهنة والكتبة. وبطرس من حرصه على يسوع ومن محبته له لا يستطيع أن يتقبّل ضرورة الفداء. اورشليم هي مكان تقدمة الذبائح في الهيكل. ويسوع كونه الحمل الذي يرفع خطايا العالم هو الذبيحة البديلة للانسان الخاطئ. قال يسوع وكرّر مرّات عدّة أنّ هذا هو ما تنبأ به جميع الأنبياء.
٧. ضرورة موت المسيا وبالطريقة التي وصفها هي خارج نطاق تفكير بطرس تماماً! هذا هو سبب تجسد كلمة الله، هذه هي دعوته الاساسية أن يموت بدلاً عن الخطاة. إبليس حاول من قبل أن يحيد المسيح عن هذا المسار. كان أهمّ أهدافه أن يجعل المسيح يفكر في نفسه ومصلحته الشخصية وأن يمشي في طريق هذا العالم (راجع الدرس الثالث). لو طلب بطرس من المسيح أن يشرح له ذلك بدلاً من أن ينتهره، لكان رد فعل المسيح جاء مختلفًا تمامأ!
٨. في الآية ٢١ أنهى يسوع ما قاله بإعلانه عن أنّه سيقوم من الأموات في اليوم الثالث. القيامة هي الأمل والانتصار في حياة يسوع. كما هي لنا نحن أيضًا المؤمنون به! (بطرس الاولى ١: ٣-٤)