الرئيسية تفاسيرالكتاب المقدس الجزء الثاني ضرورة اتحاد كنيسة كورنثوس (١كورنثوس ١: ١٠ – ٤: ٢١)

الجزء الثاني ضرورة اتحاد كنيسة كورنثوس (١كورنثوس ١: ١٠ – ٤: ٢١)

بواسطة Mousa
133 الآراء

الجزء الثاني ضرورة اتحاد كنيسة كورنثوس (١كورنثوس ١: ١٠ – ٤: ٢١)

بعد أن قدم الرسول تحيته لأعضاء كنيسة كورنثوس، وبعد أن رفع شكره لله لأجلهم، بدأ يحدثهم عن وحدة جسد المسيح. فذكر خطر التحّزُب، وأوضح حكمة المسيح الموحِّدة. وشرح أن الكرازة توحّد الكنيسة ولا تقسمها. وقدم أسباباً تدعو للوحدة. وهذا ما سندرسه في هذا الجزء من الرسالة الذي نجد فيه:

١ – وجود أحزاب في كنيسة (كورنثوس ١: ١٠ – ١٧)

٢ – ليس الإنجيل فلسفة أرضية (١: ١٨ – ٢: ٥)

  1. طبيعة الإنجيل لا يقبلها العقليون في ظاهرها (١: ١٨ – ٢٥)
  2. تركيب كنيسة كورنثوس يُظهر صِحَّة الإنجيل (١: ٢٦ – ٣١)
  3. موقف بولس يعكس صحة الإنجيل (٢: ١ – ٥)

٣ – صليب المسيح حكمة إلهية (٢: ٦ – ٣: ٤)

  1. طبيعة الحكمة الإلهية (٢: ٦ – ١٠)
  2. اختبارنا الروحي هو وسيلة إعلان حكمة الله (٢: ١٠ – ٣: ٤)

٤ – طبيعة الكرازة المسيحية (٣: ٥ – ٤: ٥)

  1. العلاقة بين الكارز والكنيسة (٣: ٥ – ١٥)
  2. لا تستهينوا بالكارزين (٣: ١٦ – ٢٣)
  3. وصف للكارزين (٤: ١ – ٥)

٥ – أسباب تفرض الوحدة على كنيسة كورنثوس (٤: ٦ – ٢١)

  1. معلّمون مخطئون سبَّبوا التحّزُب (٤: ٦ – ١٣)
  2. نداء باحترام سلطة الرسول (٤: ١٦ – ٢١)

١ – وجود أحزاب

١٠ وَلٰكِنَّنِي أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا ٱلإِخْوَةُ، بِٱسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، أَنْ تَقُولُوا جَمِيعُكُمْ قَوْلاً وَاحِداً، وَلا يَكُونَ بَيْنَكُمُ ٱنْشِقَاقَاتٌ، بَلْ كُونُوا كَامِلِينَ فِي فِكْرٍ وَاحِدٍ وَرَأْيٍ وَاحِدٍ، ١١ لأَنِّي أُخْبِرْتُ عَنْكُمْ يَا إِخْوَتِي مِنْ أَهْلِ خُلُوِي أَنَّ بَيْنَكُمْ خُصُومَاتٍ. ١٢ فَأَنَا أَعْنِي هٰذَا: أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يَقُولُ: أَنَا لِبُولُسَ، وَأَنَا لأَبُلُّوسَ، وَأَنَا لِصَفَا، وَأَنَا لِلْمَسِيحِ. ١٣ هَلِ ٱنْقَسَمَ ٱلْمَسِيحُ؟ أَلَعَلَّ بُولُسَ صُلِبَ لأَجْلِكُمْ، أَمْ بِٱسْمِ بُولُسَ ٱعْتَمَدْتُمْ؟ ١٤ أَشْكُرُ ٱللّٰهَ أَنِّي لَمْ أُعَمِّدْ أَحَداً مِنْكُمْ إِلا كِرِيسْبُسَ وَغَايُسَ، ١٥ حَتَّى لا يَقُولَ أَحَدٌ إِنِّي عَمَّدْتُ بِٱسْمِي. ١٦ وَعَمَّدْتُ أَيْضاً بَيْتَ ٱسْتِفَانُوسَ. عَدَا ذٰلِكَ لَسْتُ أَعْلَمُ هَلْ عَمَّدْتُ أَحَداً آخَرَ، ١٧ لأَنَّ ٱلْمَسِيحَ لَمْ يُرْسِلْنِي لأُعَمِّدَ بَلْ لأُبَشِّرَ – لا بِحِكْمَةِ كَلامٍ لِئَلا يَتَعَطَّلَ صَلِيبُ ٱلْمَسِيحِ (١كورنثوس ١: ١٠ – ١٧)

نلاحظ من هذه الآيات أن هناك أربعة أحزاب تأسست في كنيسة كورنثوس، لم يقولوا قولاً واحداً، لكنهم اختلفوا. كانت بينهم خصومات، والرسول يرجوهم أن يقولوا قولاً واحداً، وأن يكون لهم فكر واحد ورأي واحد. ألعل المسيح انقسم؟ لا يوجد أحد صُلب لأجلهم إلا يسوع، وباسم المسيح اعتمدوا، ولذلك يجب أن يتمسكوا بالرأس الواحد: المسيح. نحتاج كمسيحيين قبل كل شىء إلى التوبة والندامة الشديدة لأجل الانشقاقات في الكنائس. ويل للكنيسة التي تتباهى بأنها أصلح وأفضل من الكنائس الأخرى! ويل للواعظ أو الكاهن الذي يحاول ربط خراف المسيح بشخصه هو، ويُفسدهم باستكباره وتحّزبه، فيضرّهم ضرراً بليغاً، ويضر قضية المحبة المسيحية! لا يوجد إنسان، لا كاهن ولا أسقف ولا مبشر يُعتَبر مهماً أو كبيراً، فالجميع عملوا ما كلَّفهم الله أن يعملوه، لكن المجد كله يرجع الى الله. كافح بولس لأجل المحبة والتغلُّب على الانشقاقات في الكنيسة. ثم كافح لأجل نقاوة التعليم، لأن الكنيسة المنشقة هي ضد مبدئها الأساسي. في جهودك لتوحيد المؤمنين بالمسيح لا تستعمل التفاهم السطحي، أو الموافقة التافهة المبنيَّة على أكاذيب بشرية، بل انظر الى سر فاعلية الروح القدس في المؤمنين، فهو الذي يملك فيهم بروحه، لأنه يسكن فيهم، وهو الذي يوحّدنا. ليس مهماً أن تكون أرثوذكسياً أو كاثوليكياً أو إنجيلياً أو مارونياً أو سريانياً أو أرمنياً. المهم هو إيمانك الذي يربطك مباشرة بالمسيح الذي طهَّرك وثبَّتك في نفسه كما يثبت الغصن في الكرمة. وروح المسيح هو عصير الكرمة الذي يوحّد الجميع ويعلّمك التواضع لتحب كل الإخوة والأخوات المجتمعين حول صليب المسيح مخلّصهم الوحيد. فمن لا يحب المسيح المصلوب لا ينتمي لكنيسة المسيح. لهذا السبب ليست الممارسة الخارجية بالمعمودية بالماء، أو ضخامة المعرفة عن الله هي العلامات البارزة للكنيسة، ولكن الأساس هو السلوك بتواضع، إذ يعتبر كل واحد الآخر أعظم من نفسه ويخدمه في سرور. ومقياسنا وقدوتنا وقوتنا في ذلك: المسيح الذي فدانا، عندما أخلى نفسه من مجده، وقَبِلَ أن يموت موت الصليب. ولا يحتاج اتّباعنا للمسيح الى تفلسُف متباهٍ، ولا إلى حكمة بشرية، بل يحتاج إلى إنكار النفس بقوة صليب المسيح.

آية للحفظ

«كُونُوا كَامِلِينَ فِي فِكْرٍ وَاحِدٍ وَرَأْيٍ وَاحِدٍ» (١كورنثوس ١: ١٠)

صلاة

أيها الرب يسوع المسيح، لقد دعوتنا للمحبة لا للخصام، وجذبتنا الى التواضع لا الى التفلسف الفارغ. وحّدنا مع كل المؤمنين بك، لنعتبر الآخرين أعظم من أنفسنا. وامنحنا رأياً واحداً وفكراً مبنياً على ارشاد الروح القدس.

سؤال

٣ – كيف نعمل على توحيد جسد المسيح اليوم؟

You may also like